الهدنة أولاً ثم الحدود الجنوبيّة: فشل الصفقة مؤشر للتصعيد!

منذ 3 شهر 1 يوم 15 س 44 د 59 ث / الكاتب Zainab Chouman

كتب محمد علوش في" الديار":
من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد جولة جديدة في الشرق الأوسط سعيا لإنجاز اتفاق يشمل هدنة في غزة وتبادلا للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إذ ان تركيز الاميركيين ينصب في هذه المرحلة على هذه الهدنة التي يعتبرها مدخلاً لإنهاء الحرب وبدء المسار الدبلوماسي الطويل، الذي ترغب أميركا أن يحمل حلولاً للصراع في المنطقة، بدءاً من القضية الفلسطينية وصولاً الى مسألة الوجود الأميركي في سوريا والعراق والحدود الجنوبية في لبنان والنفوذ الإيراني في المنطقة.
مهمة الأميركي لن تكون سهلة في اسرائيل، فالمزيدات داخل الحكومة الاسرائيلية تهدد أي اتفاق محتمل وبحسب مصادر متابعة فإن الأسبوع المقبل قد يحمل مؤشرات هامة حول مصير الهدنة، ففي حين تتحدث مصادر عربية عن قرب التوصل لاتفاق، تحاول جهات اسرائيلية الإيحاء وكأن أجواء الصفقة تشاؤمية، مشيرة الى أنه من المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة وطويلة.
بالعودة الى الساحة الجنوبية، كان لافتاً كلام وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن أن الجيش لن يوقف عملياته في لبنان حتى ولو وصلت الصفقة والهدنة في غزة الى خواتيم سعيدة، ولكن المصادر تضع هذه التهديد بسياق رفع السقف المستمر للحصول على تنازلات من حزب الله، وتؤكد أن زيارة هوكستين الى المنطقة تهدف للبحث في هذه النقطة بالتحديد، فما كان يُعيق تقدم هوكستين سابقاً هو كيفية الوصول الى وقف لإطلاق النار على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، لذلك هو يأمل أن يتمكن من عكس الهدنة في غزة على الجبهة الجنوبية للمضي قدماً بمحاولته الحدودية الشاملة.
لا تجزم المصادر بأن الهدنة ستتحقق قريباً، ولا تجزم بأن الهدنة إن حصلت ستنعكس لبنانياً، ولكنها تؤكد أن كل المساعي تدور اليوم حول هذه النقاط، علماً أن فشل الهدنة قد يصعّد من الصراع، وقد يكون مقدمة لعمل عسكري اسرائيلي أوسع في الجنوب اللبناني، دون أن يعني ذلك الدخول في حرب.